Rechercher dans ce blog

vendredi 31 mai 2013

أشهر نظريات التعلم


أشهر نظريات التعلم  

للتعلم نظريات متعددة ومن اشرها في المجال نظريات التعلم السلوكي والإدراكي والبنائي. وهي على النحو التالي

المدرسة السلوكيةBehaviorism School
أسسها ثورندايك Thorndike (1913) وبافلوف Pavlov (1927) وسكنر Skinner (1974) والتي ترتكز على أن التعلم هو تغير في السلوك الملحوظ والناتج عن الاستجابات للمثيرات الخارجية في البيئة (Skinner, 1974)والسلوكية تجعل من المتعلم كالصندوق الأسود black box وترى أن العمليات الداخلية العقلية لدى المتعلم غير مهمة، حيث يرى سكنر انه من المستحيل إثبات العمليات الداخلية بأي إجراءات علمية متاحة، ويجب أن يتم التأكيد في الأبحاث على العلاقة بين السبب والنتيجة والتي يمكن تأسيسها بالملاحظة. (Gilbert and Dabbagh, 2005)
و نظم التعلم المعتمدة على الحاسب المبكرة تم تصميمها وتطويرها اعتمادا على المدرسة السلوكية في التعلم Behavior approach

أهم خصائص التعلم من المدخل السلوكي
للمدرسة السلوكية خصائص تميزها عن غيرها في تفسيرها للتعلم ومن أبرز خصائصها ما يلي:
- يحدث التعلم عند الاستجابة الصحيحة التي تتبع مثير معين.
- يمكن التحقق من حدوث التعلم بالملاحظة الحسيه للمتعلم على فترات زمنيه.
- يركز على القياسات والملاحظات السلوكية.
- يستخدم مبدأ أن المتعلم صندوق ما يحدث بالداخل غير معلوم.
- يركز على العلاقة بين متغيرات البيئية والسلوك.
- التعليم يعتمد على استخدام التعزيز والمتابعة لسلوك المتعلم.
- السلوك يوجه بالأغراض والغايات.
- الأسباب تعزى للسلوك.
- يتم التحديد المسبق للشروط التي تحقق حدوث السلوك
المدرسة الإدراكيةCognitivism School
في مرحلة لاحقة عن المدرسة السلوكية أتت المدرسة الإدراكية في التعلم Cognitive School والتي ترى أن التعلم هو عملية عقلية والمتمثل في استخدام الذاكرة، والدافعية والتفكير وان الانعكاسات تلعب دور رئيس في التعلم، والإدراكيون يرون أن التعلم عملية داخلية، وان محتوى التعلم يكون بقدر سعة وعمق معالجة المعلومات لدى المتعلم و على بنية المعلومات لديه (Anderson and Elloumi, 2004)

أهم خصائص التعلم من المدخل الإدراكي
تتميز المدرسة الإدراكية في التعلم بالخصائص التالية:
- التعلم هو تغير في حالة الإدراك والمعرفة.
- تحقق المعرفة يوصف بأنه نشاط عقلي يستلزم الترميز والبنية العقلية الداخلية عند المتعلم.
- المتعلم ينظر إليه كمشارك نشط في عملية التعلم.
- التركيز في بناء قوالب المعرفة (على سبيل المثال التعرف على المتطلبات السابقة للمحتوى الذي يتم تعلمه )
- التركيز على البناء والتنظيم والترتيب لتسهيل المعالجة المثلى للمعلومات.
- التركيز على كيفية التذكر، والاسترجاع، والتخزين للمعلومات في الذاكرة.
- التعلم يرى على انه عمليه نشطة والتي تتم من خلال المتعلم والتي يمكن أن تتأثر بالمتعلم.
- مخرجات التعلم لا تعتمد فقط على ما يقدم المعلم ولكن على ما يفعله المتعلم من أجل معالجة المعلومات

المدرسة البنائيةConstructivismSchool
تعد من أكثر المداخل التربوية التي ينادي بها التربيون في العصر الحديث، وهي تتداخل مع الإدراكية في كثير من النقاط إلا أنها تتميز عنها بتأكيدها على توظيف التعلم من خلال السياق الحقيقي، والتركيز على أهمية البعد الاجتماعي في إحداث التعلم. والمدرسة البنائية لها أكثر من منظور في التعلم وهي بشكل عام تؤكد على أن الفرد يفسر المعلومات والعالم من حوله بناء على رؤيته الشخصية، وان التعلم يتم من خلال الملاحظة والمعالجة والتفسير أو التأويل ومن ثم يتم الموائمة أو التكييف للمعلومات بناء على البنية المعرفية لدى الفرد، وان تعلم الفرد يتم عندما يكون في سياقات حقيقية واقعيه وتطبيقات مباشره لتحقيق المعاني لديه. (Anderson and Elloumi, 2004)
والتعلم البنائي يرى أن المتعلم نشط وغير سلبي وان المعرفة لا يتم استقبالها من الخارج أو من أي شخص بل هي تأويل ومعالجة المتعلم لأحاسيسه أثناء تكون المعرفة، والمتعلم هو محور عملية التعلم بينما يلعب المعلم دور الميسر ومشرف على عملية التعلم، ويجب أن تتاح الفرصة للمتعلمين في بناء المعرفة عوضا عن استقبال المعرفة من خلال التدريس (Duffy and Cunningham, 1996) واهم نشاط في التعلم البنائي هو التعلم الواقعي situated learning والذي يرى أن التعلم يتم في السياق contextualize.
وللبنائية في التعلم أوجه متعددة، حيث أكدت أعمال بياجيه (Piaget,1960) وبرونر (Bruner ,1990) على فكرة انه ما يحصل في العقل يجب أن يكون قد تم بنائه بالفرد عن طريق المعرفة بالاكتشاف، مع التركيز على عملية التمثيل assimilation والتكييف accommodation للمعرفة، ويكون الإحساس بالمعنى متلازم مع التفسير الذاتي للفرد. بينما يؤكد ديوي Dewey على أن المعرفة تتم من خلال النشاط والخبرة وفي ربط الأشياء والتي يتم فيها التفاعل مع البيئة بما فيها الشق الاجتماعي، والتعلم عملية نشطة للبناء وليست اكتساب للمعرفة، وان المعرفة لا تقتصر على الحالة العقلية mental state بل تتجاوز ذلك إلى الخبرة في علاقات الأشياء ببعضها وليس لها معنى خارج هذه العلاقات (Dewey, 1910/1981, p. 185). وفي منظور آخر يقدم فيجوتسكي Vygotsky التعلم البنائي الاجتماعي Social constructivism والتي يؤكد فيها على السياق الثقافي والاجتماعي للتأثير على التعلم من خلال تفاعل الأطفال مع اقرأنهم والآباء والمعلمين في التطوير الإدراكي cognitive development، ويرى هانج Hung أن البنائية تركز على التالي:
- التعلم هو عملية بنائية نشطة ولا تتم عبر اكتساب سلبي للمعرفة.
- يمكن أن تبنى المعرفة في سياق اجتماعي.
- أن تفسير المعرفة يعتمد على عاملين وهما المعرفة والاعتقادات السابقة في الذاكرة. وعلى السياق الثقافي والاجتماعي الذي تبنى من خلاله (Hunge, 2001, 283)
أهم خصائص التعلم من المدخل البنائي
تبرز خصائص التعلم البنائي في عدد من النقاط ومنها ما يلي:
- المتعلم يبني الترجمة الخاصة به للعالم بالاعتماد على التجارب والتفاعل.
- المعرفة مضمنه في السياق الذي تستخدم فيه (المهام الحقيقية تعطي تعلم ذو معنى في الأوضاع الواقعية)
- يولد فهم جديد عن طريق تجميع المعرفة من مصادر متنوعة تلاؤم المشكله التي يتم دراستها (استخدام مرن للمعرفة flexible use of knowledge)
- الاعتقاد بان هناك أكثر من طريقه وأكثر من منظور لتنظيم العالم وكياناته (منظور متعدد للبنيه في بيئات التعلم)
- الاعتقاد بان المعاني توجد بواسطة الأفراد عوضا عن تواجدها في العالم بشكل مستقل.
ويوضح الجدول(1) مقارنة بين نظريات التعلم الثلاث من خلال بعض محاور المقارنة مع ملاحظة أن المؤلف قسم البنائية إلى قسمين بنائيه بسيطة وبنائيه اجتماعيه

.المقدرة على التواصل و الحوار




من خلال نظرة على شروح الكلمة في المناجد نجد أن مصطلح المقدرة يتضمن معاني الاستطاعة و الأهلية و القابلية و الأحقية و القوة المعنوية و الجرأة و الإمكان و الإجادة إضافة إلى السلطة و إذا حاولنا إيجاد رابط بين كل هذه الكلمات سننتهي إلى حقل دلالي و مبدأ من مبادئ حقوق الإنسان و هو حق التواصل.                                                                                                              
إن ربط كلمة أو مصطلح المقدرة بالحوار و التواصل يجعل لها دلالات ثقافية واجتماعية وعلمية إلى جانب دلالاتها الطبيعية والذاتية.ويتأكد ذلك من محاولة إيجاد تعريفات لمفهومي الحوار والاتصال: دون الدخول في تفاصيل التعريفات والشروح اللغوية للكلمتين سنكتفي بإيراد تأليف لمفهوم الحوار والتواصل من خلال ما بأيدينا من تعريفات لغوية واصطلاحية.                                                              
وتفيد التعريفات المتعددة للحوار أنه علاقة مباشرة بين طرفين أو أكثر تقوم على التعبير والتحليل وتبادل الأفكار والمعلومات والحجج والبراهين بغاية الإعلام والتعارف والإقناع أو التأثير.                                                                               
ويمكن إيجاد رابط بين كل التعريفات اللغوية لكلمة حوار من خلال تواتر تعابير" تبادل الأفكار" و " تبادل الآراء" و " الاتفاق و الاختلاف" و " النقد و التعبير" إلى غيرها من التعابير التي تصب كلها في مجال أشكال الاتصال بالآخر.                                                                                         
و من أبرز شروط الحوار هو الاختلاف. لأنه إن لم يكن هناك اختلاف جزئي أو كلي حول موضوع أو فكرة داخل الحوار لا يكون هناك حوار و إنما خطاب أو حديث عادي.و من نفس منطلق تعدد الأطراف يقدم التواصل أو الاتصال باعتباره علاقة بين طرفين أو أكثر عبر قناة أو وسيلة اتصال بغاية الإعلام أو التعارف أو الإقناع أو المصلحة. و يتميز الاتصال أنه يجمع كل معاني الاجتماع بالآخر. فالاتصال يمكن أن يطلق على وسيلة الاتصال أو على مضمونه أو على شكله و هو يعتمد المنطوق و المكتوب و الصورة و الإشارة و الابتسامة، كما يمكن أن يتجسم في الوسائل التكنولوجية كالتلفزيون أو الهاتف أو الحاسوب....و بمعناه الواسع: هو كل "عملية إرسال أو تبادل معلومات بين مرسل ومتلقي.                                                                       "
بقي أن نفهم هل أن التواصل مع الآخر يؤدي دائما إلى نتائج ايجابية و بالتالي هل يمكن أن نتحكم في مسار هذا الاتصال لنضمن نتائج ايجابية تحكم الفرد و المجتمع و البشرية جمعاء؟                                                                                          
إن هذه الأسئلة و التساؤلات تفرضها النظرة إلى الحالة الإنسانية اليوم فهذا التفاقم لمشاكل الصراع و التأزم في العلاقات الدولية إلى جانب اتساع الهوة بين الدول المتقدمة المصنعة و الدول النامية في كل المبادلات بدءا من الاقتصاد وصولا إلى وسائل الاتصال و الإعلام. و هذه الأوضاع التي يغلب عليها التأزم و الصراع أفرزت محاولات لتنظير العلاقات الدولية و قد برزت نظريتان أساسيتان أحداهما تؤكد على حتمية الصراع و الصدام بين الحضارات على خلفية أن الإحساس بوجود عدو مشترك بين مجموعة معينة من المجتمعات البشرية التي لها خصائص و أوضاع اقتصادية و حضارية مشتركة يجعلها تعمل على الحفاظ على تماسكها و تحالفها السياسي و الثقافي لتجنب المنافسات الاقتصادية من خارج هذه المجموعة.                                                                                                                  
الجمعية التونسية للمساعدة على البحث العلمي عبر الشبكات الالكترونية المصدر

ما هي الحالات المؤمن عليها؟



إليك أخي هذه المعلومات حول الحالات المؤمن عليها 

ما هي الحالات المؤمن عليها؟
1-الحالات الخطيرة: الحوادث والأمراض الخطيرة (و/ أو ) المزمنة :
- حادث عرقي دماغي يؤدي إلى عجز؛
-توقف النمو النخاعي؛
- اعتلال شرياني مزمن و تطويري(بما في ذلك التهاب الشرايين التاجية) مع ظهور سريري لفقر الدم؛
- مرض البقيري متفاقم؛
- مرض قلبي وراثي يؤدي إلى سوء احتمال الجسم للمقاومة ، قصور قلبي خطير و صميم قلبي خطير؛
- كباد مزمن متحلل ؛
- عجز تحصيني فطري خطير يستلزم علاجا طويلا و عجز تحصيني مكتسب خطير(السيدا)؛
- مرض السكر هرموني تبعي أو غير هرموني تبعي لا يمكن أن يتوازن بواسطة الحمية فقط؛
- شكل خطير لداء عصبي عظي(بما في ذلك التهاب العضلات)؛
- اعتلال هيموغلوبيني جنسي؛
- المزاج النفزي؛
- فرط التوتر الشرياني العنيف؛
- سداد نسيج القلب العظي يعود ظهوره إلى أقل من ستة أشهر؛
- نقص في التنفس مزمن و خطير؛
- الجدام؛
-ورض باركنسون؛
- أمراض الاستقبالات الغذائية الو راثية التي تستلزم علاجا طويلا متخصصا؛
- لزاج مخاطي؛
- اعتلال كلوي مزمن و متلازمة كلائية صرفة و فطرية؛
-شلل نصفي سفلي؛
- التهاب محيط الشريان العقد، ذاب حمامي حاد و منتثر، تصلب الجلد معمم و تطويري؛
- التهاب المفاصل رثي الأعراض تطويري و خطير في الشخصية، تأخر عقلي؛
- ذهان، اضطراب خطير في الشخصية، تأخر عقلي؛
- التهاب المستقيم و المعي الغليظ نزفي و مرض كرون تطويري؛
- تصلب في شكل أقراص تؤدي إلى العجز؛
- جنف بنيوي تطوري (الذي تساوي زاويته أو تفوق 25 درجة) إلى غاية النضج الفقاري؛
- التهاب المفاصل الفقارية خطير؛
- عقابيل زرع عضو؛
- سل فاعل؛
- ورم خبيث، داء خبيث في النسيج اللمفاوي أو في الكريات الدموية.

منقول للامانة

العنف و المدرسة



العنف يهدد أسس المدرسة
عرضت القناة الثانية في التلفزة المغربية بتاريخ 16/1/2010 «ربورتاج» عن تلميذ كسر ذراع أستاذه داخل الفصل الدراسي في إحدى الثانويات. التلميذ رهن الاعتقال والأستاذ في المستشفى.
بما أني أستاذ في الثانوية، سأقدم هنا صورة للوضع. فقد سبق أن دخلت الفصل ووجدت مسامير مغروسة في مقعدي، وبما أني ألبس سروالاً أسود، فإني أحرص على مسح المقعد قبل الجلوس عليه، لذا لم «أتخوزق». لم أصدق أن تبلغ الرغبة في إلحاق الأذى هذه الدرجة النابعة من العداء تجاه المدرس.  يعتبر الكسول أنه ينتقم للنقط الضعيفة التي حصل عليها، لا يعرف أن النقط تدرك بالذكاء لا بقوة العضلات.
فتحت نقاشاً تحسيسياً، ثم طلبت من التلاميذ أن يحددوا اسم التلميذ المسؤول عن «الفعل الإجرامي». لم أتلقّ جواباً، فشعرت بأن هناك تستراً متعمداً، مما يجعل الجرم جماعياً ويستوجب عقاباً جماعياً أيضاً. رفعت الكرسي بحيث يرى الأربعون تلميذاً المسمارين الكبيرين، ثم طلبت منهم ملء جدول استمارة لتشخيص سلوكيات المشاغبين: مظاهرها، أسبابها ونتائجها. بعد ربع ساعة، جمعت الأوراق التي حررها الأربعون تلميذاً، إليكم الخلاصات:
ماذا يفعل المشاغبون؟
يتعمدون التأخر في الدخول للفصل، وبعده يشوشون، يدردشون، يسرق بعضهم أدوات بعض، يضربون المقاعد، يجرجرونها، يبحثون عن التسلية عبر مناقشة الأمور التافهة وعن طريق طرح أسئلة لتضييع الوقت، يحاولون تعكير الجو عبر محاولة إخراج الأستاذ عن موضوع الدرس وإغضابه عن طريق التلفظ بكلام ساقط من معجم المراحيض.
ما أسباب هذه السلوكيات؟
المراهقة، الرغبة في التظاهر أمام الجنس الآخر، التحلي بالشجاعة في غير موضعها، انعدام هدف واضح في الحياة، الاعتقاد أن الحياة تافهة وبالتالي احتقار الدراسة، انقطاع العلاقة بين التلاميذ والأستاذ بمجرد خروجهم من القاعة، اليأس من التعليم بسبب بطالة حاملي الشهادات العليا، التفكير في الهجرة السرية... هناك أيضاً مشاكل شخصية واجتماعية لدى المتعلم: عدم متابعة الأبوين سلوك أبنائهم، غياب الأب لأسباب عدة، تكفل الأم وحدها بالتربية، التعرض لسوء المعاملة، قسوة الظروف المعيشية، استعمال بعض المخدرات داخل الفصل، تأثير وسائل الإعلام في أخلاق التلاميذ، البقاء في مستوى البيئة المحيطة وعدم بذل أي جهد للرقي بالأفكار الشخصية...
ما هي النتائج؟
تضرر التلاميذ المجتهدين بسبب المشاغبين، كراهية الأستاذ لعمله ومعاقبته التلاميذ بتقليص وقت الشرح وخفض مستواه والاعتماد على الإملاء، ضعف الاستيعاب وبالتالي الحصول على أدنى الدرجات، لجوء الأستاذ للعنف اللفظي ثم الشكوى للإدارة فحضور الأب باستمرار إلى المدرسة ومعاقبة التلميذ بالضرب والتهديد بالطرد من البيت، السقوط المستمر وبلوغ التلميذ سن العشرين في الثانوية، ضياع مصاريف كبيرة دون جدوى، الطرد من التعليم وضياع أمل الآباء في أبنائهم، دمار الحياة الشخصية بصفة عامة والندم بعد فوات الأوان.
العنف البدني والاقتصادي والنفسي هو ذاته الذي تعيد المؤسسة التعليمية إنتاجه، لتنتج فرداً مقهوراً
فرّغت هذه الأجوبة وركّبتها في جدول، فطبعتها ووزعتها في المؤسسة. تحولت الوثيقة إلى شتيمة لأصحابها، صارت سمعة فصلهم محط الأنظار وقد شهدوا ضد أنفسهم. حينها أدركوا حجم العقوبة التي تعرضوا لها، فتطوع بعضهم وأخبرني على انفراد باسم التلميذين المسؤولين عن الجريمة. بجهد كبير لضبط النفس أثناء حصة دراسية، طلبت منهما الوقوف أمام زملائهما وخيّرتهما بين الاعتراف بالجريمة أو تحرير محضر ضدهما للإدارة لعرضهما على المجلس التأديبي. اختارا الحل الأول.
حينها دخلت معهما في حوار أمام باقي التلاميذ، طرحت على كل واحد هذه الأسئلة:
على من تسدد؟ هل تعرف أعداءك؟ هل المدرّس واحد منهم؟
من خلال الأجوبة، يتضح أن التلميذين لم يفكّرا قط في هذه الأسئلة، وقد قاما بجريمتهما على أساس أنهما يلعبان فقط، وحين سألت أحدهما عن الفكرة التي تدور بذهنه وهو في الطريق إلى الثانوية قال إنه يريد أن «يجنّن الأستاذ».
تبين هذه الأجوبة مسألتين:
الأولى، أن تلميذ هذا الجيل، يتصرف دون أن يدري، على أساس أن المدرّس عدو مبين تتجمع فيه سلطة المجتمع ضد المراهق. وهذا عداء شخصي يخلو من أية دلالة سياسية، بخلاف أجيال سابقة، كانت تعتبر السلطة عدوّة، وهذا عامل تحريض لممارسة السياسة عبر تأليف جمعيات والانضمام للأحزاب.
الثانية، أن العنف، وبسبب شدة انتشاره لم يعد يُلاحَظ. صار جزءاً من الحياة اليومية، حتى أن دق مسمارين في كرسي يفسر كلهو فقط.
بعد الحوار أمام التلاميذ، طلبت من التلميذين إحضار والديهما، وهنا تغيرا تماماً، صارا يتوسلان لأسامحهما ويقسمان بأنهما لن يكررا فعلتهما.
أكدت على طلبي، فجاء التلميذ الأول بأمه التي قالت إن زوجها يعمل في منطقة بعيدة، ولا يقيم مع الأسرة ونصحتني بأن «أعجن وجه ابنها إن ارتكب أي خطأ». التلميذ الثاني أحضر والده، كانت عينا التلميذ مبتلتين بالدموع، وكان الأب هائجاً حين حاولت أن أشرح له جوهر المشكل، رد علي «أنا أعرف ابني أفضل منك، الذي لا يفهم بالكلام يفهم بالعنف»، ولوّح بقبضته في الهواء أمام وجهي. حينها تذكرت أن أبي كان يقيد أخي إلى شباك النافذة الحديدي ويضربه بحبل مبلل بالماء، وأنا نجوت لأن جدتي تكفلت بتربيتي.
للإشارة تقع الثانوية التي أنجزت فيها الاستمارة وسط حي صفيحي ضخم ليس من السهل دخوله، حي يعيش البطالة والجريمة والدعارة، تسكنه أسر فقيرة مفككة أمية في معظمها، تعنّف أبناءها لأنها عاجزة عن توفير متطلباتهم، وأعترف بأني سعيت للانتقال من تلك الثانوية في أول فرصة حفاظاً على سلامتي البدنية والعصبية.
في تعليقه على كسر ذراع أستاذ مادة الفلسفة، قال مدير الثانوية التي جرى فيها الحادث «إن الأسرة التي لا تحترم المدرّس قد توحي لابنها باستخدام العنف». والعنف يولّد الحقد، والحقد يحوّل القلوب إلى رماد. وهكذا تصبح البيئة المحيطة ضد قيم المؤسسة التعليمية، وحينها يفقد باب المؤسسة دوره، لا يبقى حاجزاً بين عالمين، بل يزول لتصير المؤسسة التعليمية امتداداً للشارع، حيث العنف يومي وكثيف، عنف لفظي ومادي. وقد أكدت دراسة رسمية أن 63% من المتزوجات في المغرب يتعرّضن للعنف في المنزل، والذي يضرب حبيبته لن يوفر أولاده. وليس صدفة أن يشهد المغرب ست حالات طلاق كل ساعة، وحالة طلاق كل ست دقائق في مصر.
وهذا العنف البدني والاقتصادي والنفسي، هو ذاته الذي تعيد المؤسسة التعليمية إنتاجه، لتنتج فرداً مقهوراً، فرداً ينطبق عليه قول ابن خلدون في مقدمته «ومنْ كان مرْباه بالعسف والقهر من المتعلمين... سطا به القهر وضَيّق على النفس في انبساطها، وذهب بنشاطها ودعاه إلى الكسل وحُمل على الكذب والخبث» (ص 538).
هذا الفرد المعنّف، الذي لم يعش مراحل نمو فكري سليم، تغلب عواطفه على عقله، لأنه تعوّد العنف والخصام، والخصام يوّلد الجفاء، بل «جفاف» الشخصية، لذا يجد هذا الفرد صعوبة في أن يترقى إلى مرتبة المواطن، لا يستطيع أن يشارك في نقاش هادئ، ويسهل تحريضه. وهكذا ينعكس سلوكه على المجتمع ككل، وكما يقول فرانز كافكا: «يتوقف مستوى الجماعة على مستوى وعي الفرد».
تظهر هنا العلاقة بين علم الاجتماع وعلم السياسة. فالخلل في بناء الفرد يسبب خللاً في بناء المجتمع، وهذا يسبب خللاً سياسياً، يتجلى في أحزاب وكيانات تمارس القهر وتضيق بالنقد، تخافه، كيانات سياسية كسولة تورَّث بسهولة، تخشى الشفافية فيعشش فيها الفساد، تسير بالكذب والخبث فتخشى المراقبة والمحاسبة... وهي بذلك تلفظ كل من لا يتقن هذه الألاعيب، وهو يبتعد عن تلك الكيانات لأنها تضيّق نفَسه وحريته.
حينها يخلو الجو للبيض الفاسد يطفو على سطح المشهد السياسي
                                                                                                                                              منقول للامانة